الاثنين، 30 يونيو 2008

مقال قديم - عام على استشهاد الرئيس رفيق الحريري

جرحي بعد عام

الجرح يطيب بعد ايام او اسابيع او اكثر بقليل. هذا ليس قولا ماثورا بل حقيقة علمية عامة. فهل سمعت عن جرح يؤلمك كل يوم كأنك اصبت به اليوم؟ هل سمعت عن جرح المه بعد عام كانه منذ عام؟
هذا هو جرحي. هذا هو جرح بيروت، جرح 14 فبراير.
اذرف دموعي اليوم عام 2006 ، و كأني اذرفها يوم 14 فبراير 2005 …
يومها، كنت اما مرضعة. تسعد في ضم وليدها الجميل الى صدرها تطعمه مع حليبها عشقها للبنان. اوليس الطفل يعيش الدنيا من خلال امه؟
اخرجني يوم 14 فبراير 2005 زميل العمل من غرفة التلفزيون بعدما انهرت تماما.. انها مرضعة ! صرخ بالآخرين. لا يجب ان ترى تلك المشاهد! مشيرا الى الصور الحية من موقع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر كافة الفضائيات الاخبارية.
لغاية اليوم، لم اسمح لنفسي ان اشاهد اية صورة من صور الجثة المحترقة او الخاتم في اليد للرئيس الشهيد. هو في بالي دوما ذلك الوجه المبتسم الممتلئ. و لم تمسه يد الارهاب الزانية الكافرة.
اشتاق وليدي الصغير حليبي و حضني اياما. حضني استعاده لان فطرة الام حنانها، لكنه لم يرضع بعد ذلك اليوم.
فهل ساغذيه غضبا ام حقدا ام خوفا؟ هل ساطعمه هذيانا ام رفضا ام ثورة؟
هل سادخل روحه الصغيرة في دوامة الوطنية الضائعة ام الهروب ام الغربة؟ اي عالم هذا الذي سيعيشه طفلي الرضيع من خلالي؟
اه… عثرت عليه!
هو عالم من صنع خيالي قريب من احلامي بعيد عن واقع بيروت.
عالم الحب المطلق هو، و الانتماء لوطن لم يولد بعد، وطن نبحث عنه تحت انقاض وطن اخر و ارض نحفر سطحها بحثا عن نبع اخر و امل ينمو من رحم امل اخر و كيان الهي وجد قبل اي كيان اخر.

ليست هناك تعليقات: