الثلاثاء، 6 مايو 2008

زهرة العراق - سما الامارات مايو 2008

اسمها زهرة. يتمها الارهاب الاميركي على العراق ولم يبق من والداها الا اشلاء ذكريات بعيدة. كانت طفلة تسير بخطواتها الاولى عبر غرفة آمنة، و ها هي اليوم تحمل سنواتها السبع فوق ابتسامة بريئة تحييني بها كل صباح و مساء.
لقد وضع السيد بوس زهرة و صديقاتها و اخواتها و اخوانها على لائحة الارهاب العالمي. لان زهرة تقض مضجع اميركا الآمنة و مواطنيها المساكين... و قرر معاقبتها و معاقبة جيلها و الجيل الذي سبقها و الجيل اللاحق ايضا على اسلحة نووية لم تمتلك و صواريخ لم تطلق و جرائم لم تقع. زهرة يتيمة محتاجة حتى تنعم اميركا بالعيش الآمن. اليس هذا ما اعلنته اوبرا وينفري ايضا حين استضافت في برنامجا الشهير بضع جنود اميركيين عائدين من جبهة العراق. طبعا هم ابطال. يكفي ان تكون اميركيا او مرتزقة او ساعي للجنسية الاميركية و ان تقتل بضع اطفال عراقيين و تذل عجوزا و تطعن امراة حامل حتى تعود مكللا بالغار الى احضان اوبرا... و اميركا.
ممنوع على زهرة الكلام او البكاء او حتى الضحك احيانا، ممنوع على زهرة العلم او القراءة او اللعب في بيتها او اي بيت مجاور. مسموح لها فقط ان تحلم و تتساءل. او ربما ممنوع على زهرة ان تحلم بدعوى "تحرير العراق " . لزهرة اخوان 3 يكبرونها. فهل يحمونها في الغد من قساوة الزمن الآتي ام يحتاجون بدورهم الى من يحميهم؟
و اسال نفسي لماذا اجزم ان زهرة تعيسة و مقهورة، لماذا لا اراها سعيدة و ناجحة في حياتها بالرغم من ماساتها؟ نعم هكذا اريدها ان تكون. سعيدة و ناجحة في حياتها متفوقة على مأساتها لا بل تستمد قوتها منها. الا تستقبلني كل يوم بابتسامة بريئة مليئة بحب الحياة تركض و تلعب مع اطفال الجيران، جيران الاسرة التي ضمتها مع اخواتها الى كنفها هنا في الامارات، موطن الخير و العطاء و المحبة؟ عرفت ان هناك من تكفل بدراستها و هناك من يترك خيرا على بابهم في كل يوم، و العابا و هدايا و عطايا. نعم نحن في الامارات بلد الخير الذي يفيض و يشبع و اكثر، فهل يستكتر بلد الخير على زهرة ان تحلم و تكبر و تنجح؟ طبعا لا بل سيأخذ بيدها و يفخر بنجاحها، و امسح عندها انا دمعة فرح من القلب.

ليست هناك تعليقات: