جنان مرهج - الامارات
استضافت وفاء الكيلاني في برنامجها بدون رقابة عبر شاشة lbc الفضائية نجم الكوميديا المصري سمير غانم. و لقد استغربت فعلا الهدف من استضافة غانم و ماهية الملفات التي قد تفتح له و هو الشهير بالكوميديا الخفيفة و المواقف شبه الغائبة عن اي موضوع باستثناء مسرحه الناجح في القرن الماضي.و لست اقصد هنا الاقلال من شأن نجومية سمير غانم لكني لم الحظ اي عمق في طرحه الكوميدي مؤخرا.
و قد تذكرت خلال عرض الحلقة بعض تصريحات طوني خليفة حول استنساخ برنامجه لمن يجرؤ فقط باشكال عدة، و اجد ان "بدون رقابة" احد المستنسخين عن جدارة من خلال فتح ملفات الصحافة و التصريحات و بعض مواقف وفاء من ضيوفها و بعض لحظات الهجوم و غياب التعاطف كليا مع الموقف الضعيف للضيف، رغم ان وفاء محاورة قوية و "شرسة" ايضا.
بالعودة الى سمير غانم و حلقته فقد اعترف بانه يحب الوحدة و قد يشعر بالكآبة دون معرفة السبب حاله كحال اي كوميديان! و اكد لوفاء انه يخاف مصير زملائه المهملين و لا يقدم الآن ايه اعمال لاجل المال فقط.
لكن وفاء فاجأته باسئلة لا تمت اليه بصلة في فقرة مع او ضد كسؤالها عن الحجاب دون سن السنوات العشر و توريث الحكم حيث اضطرته ان يجاهر بتأييده لجمال مبارك رغم رفضه توريث الحكم و غشاء البكارة الصيني و الفياغرا و زواج المثليين و الجهر بالالحاد فرد عليها سمير بكل عفوية: "كلميني عربي"! و في فقرة اخرى اكد "الاسئلة دي مش بتاعتي!" و هو على حق فهذه اسئلة لا تطرح على كوميديان لم يحترف الا النكته الخفيفة!علما انها ستكون مادة دسمة لاي كوميديان اخر يبحث عن المواضيع الاجتماعية المثيرة.
و ارتدت وفاء الوجه اللئيم عندما اكدت له ان موسوعة السينما المصرية ذكرت انه اختار اسوأ الافلام، فرد سمير بكل طيبة انه يتقبل النقد و شكر الناقد بالفرنسية بكل برود اعصاب و كأن هذا النقد لا يعنيه و لازيدكم من الشعر بيت فقد رد على الناقد نادر عدلي الذي قال ان سمير غانم ساهم في سينما المقاولات بانه من "اطلق" سينما المقاولات و ليس مجرد مساهم فيها، و هو لا يندم على اعماله بل فخور بها و اكد ان السينما كانت هكذا في تلك الحقبة. و عندما قال ناقد الاهرام نادر عدلي ان غانم تعامل مع مشواره الفني بعدم جدية و لم يوظف مديرا لاعماله يوما، رد غانم انه وظف مدير اعمال فاقعده في البيت بداعي البرستيج.
استمر سمير غانم طوال الحلقة ينكر اي خلاف مع احد و لم يطلق اية مواقف "مفرقعة" تفش خلق وفاء الكيلاني و تجعل من الحلقة حديث المجالس الاعلامية بعد عرضها. حتى انها لما خيرته ما بين محمد هنيدي و محمد سعد و من منهما افضل و ما بين احمد حلمي و احمد مكي فقد مدح الجميع مثنيا اكثر على احمد مكي ربما لانه اختار ابنته دنيا لتشاركه الغناء و البطولة في فيلم "طير انت" و ربما هو الفيلم الوحيد الذي شاهده سمير غانم لهذا النجم الشاب.
واجهت وفاء سمير غانم بمجموعة تصريحات اعلامية على غرار اسلوب برنامج "لمن يجرؤ فقط" و نكر الكثير منها مؤكدا ان تلك العبارات هو لا يفقهها حتى يتفوه بها مثل عبارة "عنجهية" و اكد انها ربما قيلت عن لسانه. و كان يبدو على وفاء الانزعاج اذ كانت ترغب بشده ان تحشر ضيفها في مكان يعجز فيه عن الرد او يتردد لتمسك بنقطة ضعف لديه. اعترف انه ربما قال ان التلفزيون المصري يفضل النكد و لذلك لم يعرض مسلسله "المطعم".
كنت اتابع الحلقة و اتمنى على سمير غانم ان يذكرني في ايه لحظة لماذا احببته كفنان كان يطلق اية نكتة او يعلق على اي سؤال، الى ان سالته وفاء عن اكل الفسيخ في شم النسيم و شرح ما هو الفسيخ و استخرج مني الضحكة التي برع منذ سنوات خلت باستخراجها من جمهوره في المسرح.
و على ذكر المسرح شعرت بان سؤال وفاء الملغم عن عدم تواجد دلال عبد العزيز مع سمير في مسرحياته الاخيرة فيه قلة تقدير فقد قالت: هل هي ترفض العمل معك؟ هل مسرحك لم يعد يعجبها؟ و هو رد بطيبته المعهودة ستعمل معي ان كان لها اي دور مناسب كما في السابق.
و استطرادا، فقد حضرت عرض مسرحية "دو ري مي فاصوليا" لسمير غانم و الرائعة ميمي جمال في دبي، و خرجت متأففة قبل نهاية العرض لخلوه التام من اية متعة بل لتفاهته الواضحة.
و بالعودة الى لقاء "بدون رقابة"، فمن منا لا يتذكر النجاح الباهر لفوازير سمير غانم و شخصية "فطوطة" التي لا تموت؟ و ايضا ارادت وفاء ان تكون بوق الذين استكثروا على غانم النجاح الاكبر في حياته الفنية معتبرين اعادة فطوطة بشكل الكرتون هي افلاس فني من خلال اعادة احياء الشخصية. فرد سمير غانم و بكل ثقة ايضا ان فطوطة شخصية لا تموت حتى يعيد احاءها بل هي مثل ميكي ماوس و هو في ذلك على حق ايضا. و قد اخذت الفوازير حيزا كبيرا من الحلقة حيث اكد سمير غانم ان الفيديو كليب هو وراء انحسار الفوازير او القضاء عليها بعبارة اصح. و اخذ مثالا لذلك فيديو كليب جو اشقر المليء بالنساء، و قال فليعرض كل يوم مدة 30 يوما و هذه هي الفوازير!فاسمح لي يا سمير غانم فلقد نسفت نجاحك و نجاح نيللي و شريهان على مر سنوات انتاج الفوازير الراقية بهذا الاختيار السيء، جو اشقر يجيد اختيار اغنياته لكنه في تصوير اغنية ارجعتلها، نسف بساطة و براءة الاغنية و اوحى لنا انه صبي في بيت دعارة و قد كان فخورا جدا بها الانجاز و رد على منتقديه هل تريدوني ان اصور مع الرجال! لا يا عمي سمير فيديو كليب جو اشقر لا يمت الى الفوازير بصلة و حريمه لا يشبهن في اي شيء استعراضات نيللي و شيريهان.
هو على حق ان الفوازير مخاطرة كبيرة و لا احد مثل نيللي او شريهان و ان ما ينتج اليوم منها يجب ان يكون له اسما اخر مثل "ظفافير"، و قد رشح لها احمد مكي لانه رأى فيه قدرات تسمح له بتقديمها ، نوافقه ان موهبة مكي بارزة و الايام كفيلة باثبات استمراريته او كونه مجرد ظاهرة مثل المدعو "ابو الليف"!
نعم ابو الليف. هل سبق ان سمعتم به؟ اذاعات لبنان تقدم اغنياته خاصة ان ايمن بهجت قمر من تبنى موهبة ابو الليف المزعومة و هو من اسياد الشعر الغنائي الحديث.اتساءل الم يكن بامكانهم اختيار اسم اخر لهذا ال "ابو الليف" اي شيء اخر مثل ابو الشباب، ابو العربي ابو النغم او اي اسم فني غير مقزز و لا يرسم ببالنا صورة الليفة و دواعي استعمالها! فسمير غانم لا يعرفه و لم يسمع به من قبل و وعد وفاء ان يتابعه لكنه اخطأ عندما سئل عن صوته فشببهه باصوات النجوم الشباب مثل هيثم و حماقي و تامر حسني رغم اني اوافقه الرأي في ان مجموعة كبيرة من نجوم الاغنية المصرية الشباب اليوم لا تفرق بينهم لا في الصوت و لا الاغنيات و لا الاسم و لا الحضور "فكلهم زي بعض".